همسة تربوية
هل تكره المرأة صمت الزوج؟
مهارة الحديث والاستماع من المهارات الحياتية المهمة، ونجد بينهما إرتباطاً وثيقاً، فقد تكره المرأة صمت زوجها لثرثرتها بطبيعة حالها، وهنا يتضايق الزوج فيصمت مما يغيظها كثيراً، هذا مع بعض النساء طبعاً إن لم تكن الغالبية منهن، فالرجل يكره ثرثرة المرأة بينما تكره المرأة صمت الرجل، فصمت الرجل يحتل المركز الأول في قائمة الصفات التي تكرهها النساء بما في ذلك الخيانة والبخل، ولكن مؤخراً أصبحت لغة الصمت ميزة لدى بعض النساء، وذلك لما يقدمه لها من رقي يميزها عند الرجل، وفي تقديري في الصمت كلام أجمل، لكن متى تكلمت المرأة اسمع ما تقوله عيناها، وإذا صمتت فستسمع خفقات قلبك، صمت المرأة مثل الهدوء الذي يسبق العاصفه ، فلا اسكت الله لها حساً، وفي تقديري الزوج الأصم والزوجة العمياء، هما اسعد الأزواج، وهنا يحضرني المثل الهندي القائل لا تكف المرأة عن الكلام إلا لتبكى، فاللسان سلاح المرأة، و عموماً الاختلاف بين المراة والرجل اختلاف جوهري، وإذا دققنا النظر في الأطفال نجد الأولاد يتصارعون ويحسنون من مهاراتهم الجسدية، وعلي العكس تماماً نجد الفتيات يحسنَ من المهارات الكلامية وقد تكون حكمة ربانية، وعموماً الصمت من ذهب، لكن يففد قيمتة السوقية حين يكون النديم حبيب، والمرأة بقدر حاجتها لسماع كلام الرجل تكون أحوج فى أحايين أخرى لصمته، كى يسمع منها.
فالصمت والكلام صنوان التعبير عن الذات عندما نجيد استخدامهما عند الحاجه إليهما، فعندما يكون المقام مقام جمال، يعجز عن وصف الحال فيه الكلام، يكون الصمت أفضل لغة للتواصل، وبهذا تتاح الفرصة لحواس أخرى تكون أكثر تعبيراً من الكلام، وهذا هو الصمت فى حرم الجمال، وبذات الجمالية يكون الكلام جميلاً عندما نكسر حاجز الصمت ونعبر عن ذاتنا بكلمات تحمل عنا ما نكنه من مشاعر تجاه من نحب، فالكلام جميل والصمت أجمل فقط لمن يعلم متى يتكلم ومتى يصمت، ولو تكلمنا عن صمت الرجل، فرب سكتة أبلغ من ألف مقال والرجل كلامه فى أفعاله فقط، فمن الإستراتيجيات التي ينتهجها بعض الأزواج الإبتعاد عن الطرف الآخر في حالة الملل ولو لفترة قليلة، ويكون ذلك بالسفر والتنقل والزيارات الأسرية وغيرها.
وهناك الكلمة الحلوة بخور الباطن، فهي مصدر سعادة الأزواج، وهي لا تكلفنا شيئاً، فلماذا لا نقولها لزوجاتنا؟
فلو تداولناها، لأسعَد كلٌّ منا الآخر، فكلمة بسيطة ترضي الزوجة وكلمة تثيرها وتغضبها، فلنختر أحلى ما يكون من كلمات لنهديها لأغلى من نحب، هي الزوجة ذلك المخلوق الوديع، فلا تنس أنها منحتك عطراً جميلاً أسعدك.
والحقيقة أن المرأة لا تكره صمت الرجل بل قد يغضبها صمته أحياناً، لأنها أحياناً تحتاج هذا الصمت ليستمع الزوج لما تقوله، وقد يغضبها حين تكون في حوجة لسماع رأيه في المواضيع المهمة بينهما والتي تحتاج فيها لرأيه.
قيل إن الحكمة من جعل أذنين وعينين ولسان واحد للإنسان، ليسمع ويرى أكثر من أن يتكلم، وهنا لوعلمت المرأة أن الصمت يزيدها جمالاً لصمتت طيلة حياتها، وتحضرني أيضاً مقولة لقمان لابنه وهو يعظه:
( يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر بحسن صمتك)
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: ( إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى تظهر. ومن وجهة نظري الشخصية أن تبادل الحديث بين الزوجين هو ملح الحياة، فإن توقف الكلام وساد الصمت تكاد الحياة بينهم ان تقف أيضاً ، لذلك علينا أن نوازن بين صمتنا وكلامنا.
د.عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية
us_abdo@hotmail.com