همسة تربوية
الأسلوب الانتقائي في التدريس
(Eclectic Approach)
كثير ما نسمع عن: هذه
(طريقة تدريس أكثر فعالية) أو هذه هي (الطريقة الأفضل)، بينما لا تُوجد طريقة أمثل للتدريس لتحقيق هدف الدرس، فقد يصلح أسلوب أو طريقة تدريس مع طلاب في بيئةٍ ما، هي نفسها قد لا تصلح لطلاب آخرين في بيئةٍ أخرى، أو في بيئةٍ مماثلة مع اختلاف خصائص الطلاب أو اختلاف البيئات التعليمية أو اختلاف المدرسين، ومن هنا يظهر الأسلوب الانتقائي في التدريس Selective method of teaching ) أو بما يُعرف
(Eclectic Approach)
وهو أن يستخدم المعلم طريقته الإنتقائية المزيجة من طرائق تدريس متعددة، يعمل المعلم على تكييفها لتناسب المتعلمين وتعمل على تحقيق أهداف الدرس.
تنوع طرق التدريس المدمجة في الطريقة الإنتقائية التي تناسب الطلاب ينتج عنها زيادة التحصيل العلمي، والأهم من ذلك كله إعداد الخطط العلاجية والإثرائية بعد معرفة نتائج الطلاب، ومن الخطط التي تتعلق بتدريس الطلاب، الخطة الإجرائية العلاجية للطلاب ضعاف التحصيل الدراسي، وهنا يتم تصنيف المستويات المتدنية كفئة مستهدفة ويستغل المعلم حصة من حصصه أو إعداد جدول زمني للإجتماع بالطالب لتطبيق نظام
one to one learning
أو الطلبة الضعاف، وإعطائهم الأساسيات في المادة، وهكذا بالتدريج على حسب معارف ومهارات المتعلم مع المتابعة داخل الفصل الدراسي، ثم يمكن تكليف الطالب بعمل منزلي لقياس مستواه، ثم تحفيز المتعلم وإشعاره بقدرته على التعلم ليكسب الثقة، وهناك التشويق وإثارة الدافعية باستمرار، فضلاً عن استخدام الطرائق وأساليب التعليم التي تتناسب وأنماط تفكير المتعلم، أخيراً يجب علينا استخدام أساليب التعزيز الإيجابي للمتعلم وربطه بين ما يعرفه وما يتعلمه حديثاً.
أما الطلاب المتميزين، فيقصد بهم التلاميذ الذين تتوافر لديهم استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجالات التفوق العقلي والتفكير ألابتكاري والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات، ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة.
كما وأيضاً هناك الطلاب المهوبين، هذه الفئة يمكن تزويدها بموضوعات وأنشطة تفوق المناهج الدراسية العادية، ويكون ذلك بحصر أسمائهم، وهؤلاء يمكن مشاركتهم في المناظرات واللقاءات والمنافسات الأكاديمية الخارجية، كما يمكن حصر قائمة الموهوبين من الطلاب وإعداد خطط خاصة بهم على حسب هواياتهم ومهاراتهم في الشعر والرسم وفن الإلقاء وغيره من المواهب الأخرى، وتطبيق برنامج المعلم الصغير والتعاون مع المعلمين في مراجعة بعض التمارين الرياضية وتنظيم المسابقات والأولمبياد، والدخول على الإنترنت في مساعدة المعلمين في بعض المواضيع الإثرائية، إذاً لنسعى إلى إعداد وتأهيل طلاب لاحتراف التعامل مع سوق العمل وإكسابهم أهم المعارف المتعلقة بتنمية المهارات لممارسة أي عمل بكفاءة عالية مستقبلاً، وعلى سبيل المثال، دولة سنغافورة واحدة من الأمثلة التي برعت في مجال التعليم.
فبرغم قوة التعليم في سنغافورة إلا أن الذين يلتحقون بجامعاتها فقط 25% من طلابها، بينما تسافر البقية إلى خارج سنغافورة لإكمال تعليمهم، وكلمة سنغافورة تعني مدينة الأسد، لربما لقوتها وتجربتها في التعليم عالمياً، حيث تسعى سنغافورة إلى مساعدة الطلبة على اكتشاف مواهبهم، واستغلال طاقاتهم بأفضل شكل ممكن، وهذا المبدأ يحث على مفهوم صقل خبرات الطلاب وإعدادهم للمواقع القيادية والمهنية والاحترافية في المجتمع، وتحضرني نظرة وزير التعليم البريطاني مايكل جوف في عام 2010، أنَ النظام التعليمي في سنغافورة (رائد عالمياً)، ورؤية سنغافورة هي (تدريس أقل وتعلم أكثر)، بمعنى أنَ تعلم الطلاب بهذه الدولة الصغيرة ذاتي أكثر من أنَه اعتماد على المعلم.
د.عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية
Us_abo@hotmail.com