همسة تربوية
هل النجاح مرهون بالمعلم كما الرسوب كذلك؟
هنالك نظام للتعليم المنزلي home schooling
في الولايات المتحدة الأمريكية بدلاً عن ذهاب الطلاب للمدرسة، إذ يعتقد البعض من الأفضل أن يتلقى الطالب تعليمه في البيت بمساعدة الأب والأم عبر الحوار والنقاش في موضوعٍ ما باستعمال التقنية الحديثة وهو الإنترنت، إلا أن في المقابل قد لا يستطيع البعض من أسر الطلاب بالقيام بالمهمة كاملةً في تعليم أولادهم بالمنزل والإستغناء عن المدرسة، حيث ظروف عملهم تحتم عليهم السعي لتوفير متطلبات الأسرة، الأمر الذي يجعل رب الأسرة بعيداً عن أبنائه إلى حين، كما أن فئة أخرى من أهالي الطلاب قد يفتقر للمعلومة الكافية لترسيخها لإبنهم، ففضلوا إرسالهم للمدرسة، وهنا تكمن أهمية المدرسة والمعلم، ولكن أي معلم من المعلمين؟المعلم المدرب الماهر الحاذق لمهنته والعارف بمادته التعليمية لأن كل معلم يمكن أن يدرس ولكن ليس كل معلم ماهر، فما أجمل أن تكون العملية التعليمية معتمدة على الفكر والابتكار والعلم العملي الميداني بتحول الصفوف الدراسية إلى حلقات نقاش في شكل تعلم تعاوني وتعلم إبداعي وتعلم بالإكتشاف وقاعات تستخدم فيها أحدث الوسائل عبر الكمبيوتر وشاشات العرض الأخرى، وما أجمل تطوير المهارات الفكرية للطلاب واستحداث طرق تعليم إبداعية! وما أجمل الإستفادة من تقنية المعلومات في التعليم والتعلم! وما أجمل من اعتراف المعلم نفسة بجوانب ضعفه عندما يقيم نفسه تقييماً ذاتياً ويسعى جاهداً لإصلاح جوانب ضعفه وجوانبه التي تحتاج إلى تحسينه في العملية التعليمية لأنه (لا جودة بدون تقييم، ولا جدوي من تقييم لا يؤدي إلى جودة)، فالآن العملية التعليمية الحديثة هي شراكة بين التلاميذ والمعلم، مركزها الطالب ودور المعلم قيادة مسيرة التعليم وتدوين الملاحظات ورصد عملية التقييم المستمر أكثر من أن تتم عملية التعليم والتعلم في المنزل باستغنائنا عن المعلم.
إذن المعلم الجيد هو محور عمليتى التعليم والتعلم، وهو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، وهو الأساس في عمليات الإصلاح والتطوير داخل الصف الدراسي، ومن هنا تأتي أهمية تدريب وتأهيل المدرس قبل وأثناء فترة عمله بالتدريس حتى يكون مواكباً للتعليم المعاصر الذي يواكب العالم، وهناك المنهج الدراسي الذي يكمل العملية التعليمية، ومن هنا نجد العملية تكاملية بين جودة المنهج والمعلم الماهر الذي يتناول ذات المنهج بطريقة ميسرة بحيث تمكن الطالب من الإنجذاب والإنتباه لأن ينهل من العلم، لكنني لا أعتقد أن المنهج الدراسي لوحده يكفي الطالب، وبإمكانه أن يتناوله مع أفراد أسرته بالمنزل كما هو نظام متبع في أمريكا كما ذكرت مسبقاً، بل يظل المعلم هو محور العملية التعليمية وهو القائد التربوي و القدوة الحسن التي يمكن أن تؤثر في تثقيف الطالب، فإن صلح المعلم صلح الطلاب وإن خاب تأثر الطلاب بتحصيل علمي متدني.
هو المعلم ركيزة العملية التعليمية، وهو الذي يتحلى بالصبر والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع، وهو العارف بأحوال طلابه ومتغيرات مرحلتهم التعليمية وفلسفة التربية، كما أن حسن المظهر وقدرة المعلم العلمية وفنه في إيصال المعلومة، أمر مهم ويعد من المؤهلات الضرورية التي تساهم بقدر كبير في جذب الطلاب واحترامهم وحبهم لمعلمهم بؤرة العملية التعليمية، ومن ثم يكون التفاعل بين الطلاب والمعلم، ومن ما ذكرته أعلاه يظل نجاح الطالب مرهون بكفاءة المعلم وليس المنهج لوحده، كما أن الرسوب كذلك مرهون بالمعلم مع مؤثرات أخرى قد تؤثر سلباً على نجاح وتدني الطالب ما إن كانت داخل المدرسة أو خارجها، هذا من وجهة نظري الشخصية.
أخيراًعلينا كمعلمين زيادة المناشط المدرسية كالأنشطة الرياضية وإدخال العلم العملي الميداني المعتمد على البحث والتحليل والتشريح والمختبرات، وهذا يزيد من حماس الطالب لأن يحب مدرسته ومدرسيه، وزيادة الوسائل التعليمية والتقنيات في العملية التعليمية التي ترغب الطالب في الحضور للمدرسة وبقائه لساعات أطول وتبسيط المنهج الدراسي يعمل على جذب الطلاب وكسب قلوبهم، كما أن لتنظيم الرحلات المدرسية دور في تحبيب الطالب وربطه بمدرسته.
د.عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية
Us_abdo@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق