الخميس، 9 يناير 2020

عندما نُسيءُ الفهم ونحوره بعيداً __ همسة تربوية


 همسة تربوية :

عندما نُسيءُ الفهم ونحوره بعيداً

المرأة هي كائن عاطفي تفعل فيها الكلمة الحلوة مفعول السحر، وهذه الكلمة الصغيرة تزيل كثيراً من شوائب النفس المتكدرة، وهي تتسم بالرقة وحسن التعامل ومرونة الحوار، غير أن البعض من الناس يفهم فهماً خاطئاً حين يتعامل معها فيظلمها ويسيء الظن بها، فعندما نقابلها لأول مره قد يرسخ في أذهاننا انطباع معين عنها، فنستلطفها أو لا نستلطفها، وغالباً ما تكون هي الأخرى تحس بنفس الشعور، وسبحان الله إذا كنت تكره شخصاً معيناً، فغالباً ما يكون هو الآخر يكرهك، والعكس صحيح، إذا أحببت شخصاً   أو استلطفته، فغالباً ما تجده كذلك.
فقد يكون عدم الارتياح لشخصٍ ما بسبب شكله، أو أسلوب تعامله، أو طريقة كلامه، ولكن في نفس الوقت قد يكون ذات الشخص من أطيب الناس  وأكرمهم، إذ تتوفر فيه كل الأشياء الجميلة، وكل الإمكانيات التي تؤهله لأن يكون شخصاً رائعاً نحبه كثيراً، وبسبب انطباعنا عنه  تغيرت نظرتنا بأن هذا الشخص لا يصلح بأن نتعامل معه، أو أن يكون صديقاً أو رفيقاً على طول الطريق.
إذاً الانطباع الأول يكون من أول نظرة، وهي حاسة يحسها الشخص تجاه شخصٍ آخر، قد تكون النظرة صائبة، وقد تكون غير ذلك، ولكن يجب أن نضع في حسباننا أن النظرة الأولى والانطباع الأول ليس بالكفاية بأن نحكم على الآخرين ونتخذ القرار النهائي فيه، بل يجب التعامل معه أولاً، وإعطائه الفرصة الكافية، بعد أن نقترب منه، ونتأكد من ذلك جيداً، حينها يمكننا الحكم عليه بأنه شخصٌ جيد أو غير ذلك.
هذا الكلام يقودني إلى أن بعض الرجال يسيء تفسير التصرف اللطيف عند النساء، مثل الابتسامة البسيطة، فبعض الشباب يجد صعوبة في التفريق بين المرأة التي تتصرف بلطف والمرأة التي تسعى وراء شيء آخر. وما اذا بدر أي شيء من الفتاة من ابتسامة أو تصرف لطيف أو تعامل راق بحسن نية يحسبه البعض بأنه بادرة أمل لإنشاء علاقة، إذن الخيط الرفيع الذي يحسبه الشخص أنه نور على حسب تفكيره وكبصيص أمل في تحقيق هدفٍ ما، يمكننا أن نسميه خيط الأمل:  (A thread of hope)، فيظل الشاب يركض وراء الفتاة ويتودد إليها ويلاحقها بالنظرات ويهتم بلقائها مهما كلف ذلك، هذه الأفكار تكون عند بعض الشباب، فمتى ما بدر من الفتاة من شيء لطيف، يُسيء الفهم ويخطئ الظن فيبدأ يفكر في أشياء أخرى بعيدة في الأساس عن أفكار هذه الفتاة.
عموماً العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة تتميز بعدم الوضوح، فالنساء عموماً يحببنَ الغموض ويصعب عليهنَ ان يوضحنَ ما يردن حقاً، وحتى عندما يكون الرجل معجباً بالمرأة يبقى في بعض الأحيان متردداً في مصارحتها خوفاً من أن تصده أو تحرجه، فالمرأة تلجأ إلى استعمال الكثير من المؤشرات لتقول ما تريد وتعبر عن أحاسيسها، وعلى العموم الإشارات والإيماءات والابتسامات للمرأة تختلف، ولكن يجب ألا نسيء الفهم ونحوره بعيداً عن المعنى المطلوب، وللأسف الانطباع الأول لا ينتهي بسهولة بل يظل عالقاً إلى حين، وقد نأخذ انطباعاً عن شخصية بأنها شخصية عدوانية غير أنها ودودة، فيقع الظلم بالحكم الخاطئ الذي أصدرناه بسوء الظن، وهنا تحضرني قصة رجلٍ أحس بأن عاملاً فقيراً يمشي خلفه ويناديه، فقال الرجل في نفسه: 
(هؤلاء الشحاذون دائماً يلاحقوننا ليطلبوا مزيداً من المال)، فقال العامل الفقير للرجل: عفواً سيدي خذ محفظتك لقد سقطت منك، فلنحسن الظن بالآخرين.
د. عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية 
us_abdo@hotmail.com


الاثنين، 6 يناير 2020

حي العرب بورتسودان يكسب مدفعجي ودهاشم سنار التاج باشري المطلوب من جمهور الهلال

حي العرب يكسب مدفعجي ودهاشم سنار التاج باشري المطلوب من جمهور الهلال

تسجيلات وتنقلات اللاعبين _  الفترة التكميلية _ الخرطوم


ضمن الفترة التكميلية التسجيلات الشتوية  هذه الأيام باتحاد الكرة  كسب نادي حي العرب بورتسودان ( السوكرتا ) توقيع متوسط الدفاع  لنادي ود هاشم سنار التاج باشري اسحق وكان جهور الهلال يتمنى ان  يلعب ضمن صفوف الأزرق بعد ترشيحه من الكثيريين و التاج باشري من اللاعبين المتألقين ضمن منافسة الدوري الممتاز ويلعب بفدائية أمام الخصوم  وقدم مستوى كبير في مباراة ودهاشم أمام الهلال في الدوري الممتاز في المباراة التي شهدها ملعب سنار وخسرها الهلال بهدف دون رد .
وتحسر عدد من محبي الهلال على عدم توقيع اللاعب مع الهلال وعلق على صفحة اللاعب في الفيسبوك متمنين له التوفيق مع السوكرتا.

وكتب التاج على  صفحته الرسمية في الفيسبوك شاكرا جمهور فريقه السابق في سنار : 
بسم الله نبدأ رحلة جديدة في مشوارنا مع المستديرة رفقة السوكرتا
شكرا جمهور سنار و عشاق مكوك السلطنة فقد كنتم نعم السند طيلة اربعه سنوات و شكرا يمتد الي نادي ود هاشم سنار ادارة و لاعبين و اتمنى لكم التوفيق في قادم المواعيد.

لاتنسى الإشتراك في المدونة لكي تصلك الأخبار العاجلة وشكراً

التاج باشري اسحق 

ﺃﺭﺍﺩ جيش ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ، وﻋﻨﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ وﺟﺪوا ﺷﻴﺨﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً وﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﺘﻰ ﺻﻐﻴر، فقالوا ﻟﻪ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺟﻴﺸﻜﻢ بلدكم وﻣﻨﺎﻓﺬﻫﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺳﺄﺧﺒﺮﻛﻢ وﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ



همسة تربوية

فلتدم أنت أيها الوطنُ

وطني حبٌ لا يتوقف، له مناسبة قومية نحتفل بها في كل عام، والعيد الوطني هو يومٌ ليس كباقي الأيام، إنه يوم استقلال السودان المجيد، حيث حلت علينا هذه الأيام ذكرى غالية وهو اليوم الوطني للبلاد، وفي كل سنة يزدهر ويرتقي، لطالما وطننا الحبيب بخير ينظر دائماً إلى الامام، ويرنو إلى المستقبل الزاهر في جميع الاصعدة داخلياً وخارجياً بفضل رجاله وشبابه وأطفاله الذين هم مستقبله ورجال غده.
تم استقلال السودان في الأول من يناير للعام 1956 بعد الإنسحاب الكامل للجيش البريطاني من السودان والإعتراف باستقلاله، وقام الزعيم الأزهري والزعيم محمداحمد محجوب بإنزال العلمين البريطاني والمصري ورفع علم السودان على سارية القصر الجمهوري بعد استعمار دام قرابة الخمسين عاماً أو يزيد ليرفرف علم السودان رمزاً للسيادة الوطنية، وكان المواطنون بملابسهم البيضاء ينظرون لعلم السودان بفرحٍ وسرور، حيث صار هذا الحدث العظيم إحتفالاً باستقلال السودان في كل عام، ولعيد الاستقلال فرحة كبيرة، فقد جاء بعد تقديم الكثير من التضحيات، فكان أول رئيس وزراء للحكومة السودانية هو إسماعيل الأزهري، وفي صباح يوم الاستقلال كان يوم الفرحة الكبرى، حيث خرجت الجماهير السودانية معلنةً ولاءها ومؤازرتها للحكومة السودانية لقيادة عجلة حكم البلاد نحو الأمن والاستقرار.
يعجبني في يوم الإستقلال فرحة الصغار والكبار من الجنسين و استحضار ذكرى الشهداء وسماع الأناشيد الوطنية والحماسية، كما يفرح الجميع بمشاهدة البرامج التلفزيونية التي تحكي عن قصص الأولين والأبطال الذين اجتهدوا وناضلوا لتحرير هذه البلاد من وطأة الإستعمار في اليوم الأول من يناير، وظل هذا اليوم مناسبة سعيدة على السودان والسودانيين في كل عام، وينعكس ذلك فرحاً وسروراً على جميع المواطنين، وحتى الصغار حين يشاهدون البرامج التلفزيونية لإستقلال السودان، يحدث لهم الصقل النفسي ويتحمسون ويمشون المشية العسكرية ويقلدون كل ما يجري في موكب الاحتفال الذي يشهاهدونه بالقنوات الفضائية السودانية، فرحين مسرورين بهذه المناسبة الوطنية البديعة.
حبٌ صادقٌ من الأعماق لك يا وطن، وبسمة من الشعب تتجلى فيها سماحة التواضع والانتماء لهذا الوطن، وهذا إن دلَ إنما يدل على سماحة الشعب السوداني، وكنت أتمنى أن تعود مناهج التربية الوطنية ليُعاد تدريسها من جديد بالمناهج السودانية كما كانت في السابق، حتى يتسنى تفعيل وغرس حب الوطن في الصغار منذ نعومة أظفارهم بشكلٍ أفضل، حينها يتم صقل النشء بالوطنية الحقة ويكون ذلك دليلاً للقوة وصدق الانتماء، ويوم الاستقلال يُذكرنا بالأوائل الذين عملوا لاستقلال هذا البلد، وهذه قيمة يجب ان نزرعها في صغارنا، حتى يشبوا على حب هذا الوطن وحمايته، وحبذا لو كان التحضير لهذه المناسبة المجيدة مسبقاً بكل مدن السودان وخروجها في مواكب مدنية وعسكرية تخليداً لهذا اليوم، الامر الذي يدل على مكانة هذه المناسبة وعظمتها على كل مواطن سوداني، واندماج الناس بمختلف أعمارهم في فعاليات الاحتفال بيوم استقلال السودان وتفعيل البرامج الترفيهية وإعداد الفقرات المتنوعة خصيصاً لهذه المناسبة بأنحاء السودان المختلفة، وفي هذا كله ترسيخ لحب الوطن في مخيلة الاطفال منذ صغرهم، وهذه تربية وطنية يجب ان نغرسها في أطفالنا.
هذا هو السودان الذي استطاع ان يسجل اسمه في التاريخ بأحرفٍ من ذهب بفضل الله ثم بجهود المناضلين الذين سعوا لإستقلاله، هو السودان يظل عملاقاً وباقياً فينا بكرم أهله وعزة رجاله، وعلَماً من الاعلام العالمية الخفاقة في فضاء العالم الشاسع، وشعلة تتلالاُ ضياءً في المحافل الدولية والإقليمية، فهو إسمٌ لامعٌ في قلوب الملايين، فدخلت علينا مناسبة الإستقلال عطراً رائعاً، فالعطرُ لا يستأذن حين يفوح.
حفظك الله يا سودان العزة والشموخ قوياً مجيداً وعَلَماً يُرفرف في سماء العالم أجمع، وأن يجعله الله قادراً على التحديات التي تواجهه مهما كلف الأمر، وليضرب السودان وشعبه الأرضَ بقوةٍ وينظر إلى السماءِ بصلابة، ولنرفع أسمى آيات التهاني إلى الشعب السوداني الكريم بمناسبة اليوم الوطني المجيد. 
نعم نحمي اوطاننا بالتضحية والمحافظة عليها، وفي ذات السياق تحضرني قصة لجيش ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ، وﻋﻨﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ وﺟﺪوا ﺷﻴﺨﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻳﺤﺘﻄﺐ وﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﺘﻰ ﺻﻐﻴر، فقالوا ﻟﻪ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺟﻴﺸﻜﻢ وبلدكم  وﻣﻨﺎﻓﺬﻫﺎ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺳﺄﺧﺒﺮﻛﻢ وﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ حتى ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ، فقتلوه، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺍﻟﺬﻱ قتلتموه هو ابني، ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﻧﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﺘﻨﺘﺰﻋﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺗﺸﺎؤوﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻔﻀﻠﺖ اﻥ يُقتل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺤﺮفٍ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﻏﺰﻭ ﺑﻠﺪﻱ.
ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺟﺜﺔ ﻭﻟﺪﻩ ﻭاﻧﺴﺤﺒﻮﺍ وقالوا: بلد ﻳﻀﺤﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻏﺰﻭﻫﺎ ﻭﺃﻥ ﻏﺰﻭﻧﺎﻫﺎ  ﻓﻠﻦ  ﻧﻨﺘﺼﺮ.
ونابليون بعد سيطرته على أوروبا قرر غزو روسيا، وعند دخوله أطراف أراضيها، كان هناك فلاح بيده منجل يعمل بنشاط ولم يعر موكب نابليون اهتماماً، فقال نابليون لحراسه: هذا الفلاح الروسي الحقير لم يستقبلنا استقبالاً يليق بنا ! فأمرهم بتقييده واحضاره، ولما سأله نابليون: لماذا لا تنظر إلى موكبي؟ رد عليه قائلاً: 
لا يهمني كثيراً موكبك، فأرضي أولى باهتمامي، فقال نابليون: سأحتل بلدك ويجب أن تحمل اسمي معك دائماً كي تتذكرني، وأمر أن يحموا سيخاً من الحديد ويكتبوا على يده وشماً لا يستطيع نزعه، فما كان من الفلاح الروسي إلا أن قام برفع منجله وضرب يده فبترها ورمى بها وسط ذهول جنوده قائلاً:
 خذ اسمك معك فعارٌ عليَ أن أحمل اسم غازي حقير مثلك، فنظر نابليون إلى من حوله، وقال كلمته المشهورة: (من هنا تبدأ الهزيمة).
فكانت بالفعل هزيمته النكراء من روسيا، فمتى كان المواطن مرتبطاً بحب بلده، فهو يزرع النصر سنابل خضراء.
أخيراً حب الوطن ليس فقط في الاحتفال بيوم عيد الإستقلال، ولكن حب الوطن أن يعيش في قلوبنا خالداً إلى الأبد، وأن نغرس في أطفالنا هذا الحب منذ صغرهم، وحيث تكون الحرية يكون الوطن، وطني واحة خضراء جميلة، آه يا وطن أراك بداخلي وكم أراك جميلاً رائعاً.
د.عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية
us_abdo@hotmail.com

اعلان فوق المواضيع