همسة تربوية
أنت من يقرر التغيير
بما أن الإختبارات المدرسية مستمرة هذه الأيام، تلزمنا وقفة كمعلمين وأولياء أمور مع طلابنا وعين لماحة في الصفوف الدراسية، حيث يزداد التوتر والقلق لدى الطلبة وهذا يؤثر سلباً على التركيز والتحصيل واﻻستعداد النفسي، وهناك الفوبيا (phobia) بسبب الامتحانات، وهناك طلاب أصلاً يعانون من ألم الحرمان بسبب المشاكل الأسرية التي تواجه البعض منهم، وقد تكون فئة من الأيتام نحن لا نعرف عنهم شيئاً، يزرفون الدموع حين يتكلم طالب عن أبيه، وكم غصة في حلقه وعبرات الألم وحزن الفراق وهو واقف أمام باب المدرسة يراقب زميله الطالب وهو يجري ليصل إلى سيارة أبيه ، في المقابل نجد الأب يستقبل ابنه بالقبلات والضحكات كل هذه المناظر تتكرر يومياً على ذلك اليتيم، والذي أقصده هنا هي مراعاة المعلمين والمشرفين وبحثهم عن هذه النوعية من الطلاب والطالبات بالتقرب منهم لرسم البسمة والسعادة وبث روح الأمل والملاطفة، فبمجرد أن يتجول المعلم ويتفقدهم في طابور الصباح أو ممرات المدرسة، ويجلس معهم ويتحدث إليهم ويبتسم، هذا يعني الكثير للطالب العديم مكسور الخاطر، والطالب نفسه لا ينسى من يحسن إليه حتى وإن كان طفلاً صغيراً، حيث تحضرني قصة لرجُلٍ كبير، كان على سرير المرض في المستشفى، وكان يزوره شابٌ في كل يوم، ويجلس معه بعض الوقت ويساعده على أكل طعامه وغسل يديه، ثم يرجع بعد أن يطمئن عليه، دخلت عليه المُمرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد أحواله، فقالت له: ما شاء الله، الله يحفظ لك ابنك، فهو يزورك كل يوم باستمرار، نظر إليها ثم أغمض عينيهِ وقال: تمنيتُ لو أنه أحد أبنائي، فهذا يتيم رأيتُه ذات مرة يبكي عند باب المسجد، بعد وفاة والده، فأسكتُهُ واشتريتُ له الحلوى، وعندما علم بوحدتي أنا وزوجتي، أصبح يزورني كل يوم وعند مرضي، أخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج، وعندما كنت أسأله: لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟
تبَسَمَ ثم قال: (ما زال طعم الحلوى في فمي).
أهمية التربويين والتربويات تتجاوز أسوار المدرسة، فقد نجدهم متابعين أحوال طلابهم في بيوتهم وكأنهم من أهلهم، فما تمر مناسبة وإلا يشاركونهم في مناسباتهم خصوصاً في أيام العيد، فيهدونهم الهدايا، وإذا مرض أحدٌ من أولئك الفئة التي تحتاج إلى الرعاية والإحسان زاروهم، فكم من شاب تجرع ألم الحرمان بسبب موت أمه أو أبيه، وكم من فتاة تعاني بسبب طلاق أمها، وكم من طفل سقط في المدرسة بسبب الجوع، وكم من طالب رفض الذهاب إلى المدرسة بسبب ثيابه القديمة أو لأنه لم يجد نعالاً يلبسها، فما دورك أخي المعلم وماذا أنت فاعلٌ لتعين طالباً محتاجا إليك؟ فكم من طالب لولا فضل الله ثم أنت لضل الطريق أو فسد في المجتمع، وكم من نتيجة إيجابية تحققت بفضل من الله ثم منك.
أخيراً التفوق في الدراسة ليس بالشيء الصعب، فقط على الطالب أن يخطط بتوازن وبصبر ثم يبدأ في مراجعة دروسه، فالواجبات التي يعطيها المعلم ويركز عليها هي الجزء اﻷكثر احتماﻻً ﻷن تكون هي نفسها أسئلة اﻻختبارات، كما أن تناول الطعام بانتظام والنوم بشكل جيد، حتى يحصل الجسم على ما يحتاجه من أطعمة مفيدة وسهلة الهضم، وعلى ما يحتاجه من النوم، فالطالب بحاجة إلى جسم وعقل يمده بالمعلومات، ويستحضر كل اﻷفكار التي تخدمه في تجاوز هذه المرحلة وهي مرحلة الإمتحانات المدرسية.
د.عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية
us_abdo@hotmail.com
أنت من يقرر التغيير
بما أن الإختبارات المدرسية مستمرة هذه الأيام، تلزمنا وقفة كمعلمين وأولياء أمور مع طلابنا وعين لماحة في الصفوف الدراسية، حيث يزداد التوتر والقلق لدى الطلبة وهذا يؤثر سلباً على التركيز والتحصيل واﻻستعداد النفسي، وهناك الفوبيا (phobia) بسبب الامتحانات، وهناك طلاب أصلاً يعانون من ألم الحرمان بسبب المشاكل الأسرية التي تواجه البعض منهم، وقد تكون فئة من الأيتام نحن لا نعرف عنهم شيئاً، يزرفون الدموع حين يتكلم طالب عن أبيه، وكم غصة في حلقه وعبرات الألم وحزن الفراق وهو واقف أمام باب المدرسة يراقب زميله الطالب وهو يجري ليصل إلى سيارة أبيه ، في المقابل نجد الأب يستقبل ابنه بالقبلات والضحكات كل هذه المناظر تتكرر يومياً على ذلك اليتيم، والذي أقصده هنا هي مراعاة المعلمين والمشرفين وبحثهم عن هذه النوعية من الطلاب والطالبات بالتقرب منهم لرسم البسمة والسعادة وبث روح الأمل والملاطفة، فبمجرد أن يتجول المعلم ويتفقدهم في طابور الصباح أو ممرات المدرسة، ويجلس معهم ويتحدث إليهم ويبتسم، هذا يعني الكثير للطالب العديم مكسور الخاطر، والطالب نفسه لا ينسى من يحسن إليه حتى وإن كان طفلاً صغيراً، حيث تحضرني قصة لرجُلٍ كبير، كان على سرير المرض في المستشفى، وكان يزوره شابٌ في كل يوم، ويجلس معه بعض الوقت ويساعده على أكل طعامه وغسل يديه، ثم يرجع بعد أن يطمئن عليه، دخلت عليه المُمرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد أحواله، فقالت له: ما شاء الله، الله يحفظ لك ابنك، فهو يزورك كل يوم باستمرار، نظر إليها ثم أغمض عينيهِ وقال: تمنيتُ لو أنه أحد أبنائي، فهذا يتيم رأيتُه ذات مرة يبكي عند باب المسجد، بعد وفاة والده، فأسكتُهُ واشتريتُ له الحلوى، وعندما علم بوحدتي أنا وزوجتي، أصبح يزورني كل يوم وعند مرضي، أخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج، وعندما كنت أسأله: لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟
تبَسَمَ ثم قال: (ما زال طعم الحلوى في فمي).
أهمية التربويين والتربويات تتجاوز أسوار المدرسة، فقد نجدهم متابعين أحوال طلابهم في بيوتهم وكأنهم من أهلهم، فما تمر مناسبة وإلا يشاركونهم في مناسباتهم خصوصاً في أيام العيد، فيهدونهم الهدايا، وإذا مرض أحدٌ من أولئك الفئة التي تحتاج إلى الرعاية والإحسان زاروهم، فكم من شاب تجرع ألم الحرمان بسبب موت أمه أو أبيه، وكم من فتاة تعاني بسبب طلاق أمها، وكم من طفل سقط في المدرسة بسبب الجوع، وكم من طالب رفض الذهاب إلى المدرسة بسبب ثيابه القديمة أو لأنه لم يجد نعالاً يلبسها، فما دورك أخي المعلم وماذا أنت فاعلٌ لتعين طالباً محتاجا إليك؟ فكم من طالب لولا فضل الله ثم أنت لضل الطريق أو فسد في المجتمع، وكم من نتيجة إيجابية تحققت بفضل من الله ثم منك.
أخيراً التفوق في الدراسة ليس بالشيء الصعب، فقط على الطالب أن يخطط بتوازن وبصبر ثم يبدأ في مراجعة دروسه، فالواجبات التي يعطيها المعلم ويركز عليها هي الجزء اﻷكثر احتماﻻً ﻷن تكون هي نفسها أسئلة اﻻختبارات، كما أن تناول الطعام بانتظام والنوم بشكل جيد، حتى يحصل الجسم على ما يحتاجه من أطعمة مفيدة وسهلة الهضم، وعلى ما يحتاجه من النوم، فالطالب بحاجة إلى جسم وعقل يمده بالمعلومات، ويستحضر كل اﻷفكار التي تخدمه في تجاوز هذه المرحلة وهي مرحلة الإمتحانات المدرسية.
د.عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية
us_abdo@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق