همسة تربوية
ما بين الصحة والجمال
المكياج والعناية بالنفس والجمال حديث الساعة هذه الأيام، ومعظم الدعايات التلفزيونية في كثير من الفضائيات العالمية تهتم بالكريمات ومستحضرات التجميل وأنواع الشامبو والصابون والعطور، فالأسواق تزدهر بحسب الطلب والعرض، فالمطلوب هو مستحضرات التجميل بمختلف منتجاتها للجنسين من الشباب إلا أن البنات هنَ الفئة الأكثر استخداماً لهذه الكريمات.
ولطالما البنات هنَ الفئة الغالبة لاستعمال مستحضرات التجميل، فنجد المرأة تستعمل الكريمات عندما تريد أن تخرج من منزلها، وحتى وهي تقود سيارتها، وتختلف نظرة كل سيدة في المكياج، فمنهنَ من لا تخرج إلا وهي في كامل مكياجها، ومنهن من لا تعطي المكياج أهمية كبيرة، ومعظم هؤلاء يكنَ من كبار السن، ولكن بعض السيدات إن لم يكن معظمهن يفضلنَ أن يكون المكياج في حقيبة اليد لتستعمله متى لزم الأمر، ولكن في المقابل هناك مخاطر في استعمال هذه المستحضرات والخلطات خصوصاً من غير استشارة الطبيب، لذلك يجب الحد من استعمال الكريمات ومستحضرات التجميل الكيميائية، لما لها من مشاكل تؤثر سلباً على الجسم، فمن الملاحظ ميول الغالبية العظمى لشراء الكريمات، وبصورة لافتة للنظر، والاهتمام بالمظهر الخارجي، مع الجهل التام بالمخاطر التي تتركها هذه الكريمات، فهناك مادة الزئبق التي تدخل في هذه المستحضرات، وبمرور الزمن تظهر آثار جانبية كسرطانات الجلد والفشل الكلوي وهشاشة العظام وظهور ماء تحت الجلد، والاحمرار غير الطبيعي بالجسم، كما قد تؤثر هذه المستحضرات الكيميائية على الحمل، وظهور تشوهات بالجنين داخل بطن الأم، وحساسية الجسم، ونلاحظ اللائي يستعملنَ الكريمات ومستحضرات التجميل بشكلٍ مستمر لا يتحملنَ أشعة الشمس، فللشمس أثر واضح على الجسم لطالما الكريمات عملت على ترقيق البشرة، ومن ثم قد تحصل انفجارات للأوعية الدموية التي برزت لأعلى الجسم بسبب الترقيق، فالسواد ليس كله لعنة، إذاً لماذا بياض الجلد؟
وعليه ولطالما ظهرت مخاطر الكريمات ومستحضرات التجميل الكيميائية، فالحلول كثيرة وبأيدينا، علينا بالحد من هذه الظاهرة وهي محاربتنا لها بالكف عن استعمالها، والرقابة والوعي بمخاطرها، وللإعلام دور كبير في توعية الشباب، وهي الشريحة العظمى التي تستعمل هذه الكريمات، وسبحان الله أصحاب البشرة البيضاء من شباب الغرب يحبون اللون الأسمر، بينما السمراوات يفضلنَ اللون الأبيض، فلنترك اللون كما أراده الله، فلرب لون لا نريده فتحبه فئةٌ أخرى من البشر، (ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع)، وعموماً نريده جمالاً طبيعياً غير مشوش بكريم أو مستحضر طبي لننعم ببشرة صحية خالية من الأمراض والتشوهات، والمرأة بطبيعتها هي أروع آيات الجمال في الطبيعة من وجهة نظري الشخصية، وإذا توفر الهدوء للمرأة ورقة الصوت والتواضع واللطافة ، فذاك الإبداع والجمال كله، فجمال النفوس والأخلاق الفاضلة أسمى وأغلى حيث التخصص الوحيد الذي لن تجده يُدرس في جامعات الدنيا هو الأخلاق، قد يحمله عامل النظافة ويرسب فيه الدكتور، وقد يمتعنا الصوت الرقيق للمرأة ويسحرنا أكثر من مفاتنها التي نراها بالعين، أما النظرة الإغريقية فجمال المرأة فيها هو جمال الطبيعة وجمال الصحة.
تحضرني قصة رجل تعرَف على أسرة طيبة، أتاه رب الأسرة يوماً وطلب منه أن يتزوج بنته، فلما ذهب للنظرة الشرعية وجدها غير جميلة وكبيرة في السن، فقرر ألا يتزوجها، انحرجت البنت وغطت وجهها وقالت للرجل قبل أن تغادره وهي تشعر بعلامات عدم الرضا، أنت آخر رجل يرى وجهي في حياتي ولن أتزوج أبداً، ثم غادرت المكان.
تأثر الرجل وسرعان ما تبدلت الأمور وشعر بميول تجاه هذه الفتاة وتذكر كلماتها وقال في نفسه: والله لن يرى وجهك زوج غيري.
ذهب في اليوم التالي إلى والدها وقال له: بنتك سوف تكون زوجتي بمشيئة الله تعالى، فرح والدها بهذا الخبر وتم عقد القران، ولما رأته قالت له أعرف أنك تزوجتني رحمةً بي لكن سأقول لك والله لن تندم أبداً، وبالفعل كان يراها من أجمل النساء، كان يراها نجماً وقمراً ودنيا بأكملها، أحبته بصدق فكانت تحسن إليه وتطيعه، لم ترفع صوتها عليه يوماً ولم تغضبه، فالجمال جمال الروح والقلب، والحياة تبقى صغيرة بالحب الصادق والكلام الطيب.
د.عبدالله إبراهيم علي أحمد
خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية
us_abdo@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق